التعريف بالمدينة

تاريخ المدينة

:قرنبالية من العهد البوني إلى هجرة المورسكيين

  تقع قرنبالية بشبه جزيرة الوطن القبلي الكائنة بالتل الشرقي بالبلاد التونسية. وبالتحديد بالسهل المعروف بسهل قرنبالية المشهور بخصوبة أرضه واعتدال هوائه وأمطاره الكافية وتوفّر مصادر مياهه. وتمتاز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي على الطريق بين شمال البلاد وجنوبها فضلا عن شبكة الطرقات التي تربطها بمختلف المناطق الأخرى. ولئن كان اللّوبيون البربر أوّل من استقرّ في هذه المنطقة فإنّها عرفت مختلف الموجات الحضارية التي عاشتها البلاد التونسية في كافة الأحقاب التاريخية.

فالفينيقيون بسطوا نفوذهم عليها منذ القرن السادس قبل الميلاد وأمكن لهم استغلال الغنى الطبيعي للمنطقة، وارتقوا بتقنيات العمل الزراعي ونوّعوا الغراسات والزراعات، واعتنوا خاصة بغراسة الزياتين وأدخلوا فن تقليمها وتشذيبها، وأنشؤوا المعاصر لاستخراج الزيت. ولم يقتصر وجود شجرة الزيتون على قرطاج بل انتشر في المناطق الداخلية وكانت الضرائب عينية تستخلص زيتا تقديرا لقيمة الزيت في المبادلات التجارية داخل المجتمع القرطاجي وقد عبّر جنود ملك سرقسطة عن اندهاشهم من كثافة عدد الزياتين لما مروا عبر الوطن القبلي في طريقهم لحصار قرطاج .

كما استوطنها الرومان واستمروا في استغلال خيراتها الطبيعية ويظهر أنّ الرومان منذ بداية احتلالهم لبلادنا قاموا وعبر قواتهم العسكرية بتهيئة المنطقة لتقبل المستوطنين من روما واستغلال أراضيها الخصبة وهذا الاستنتاج تؤكده الصور الفوتوغرافية المأخوذة من الطائرة التي تظهر آثار تقسيمات فلاحية مربعة ذات ساحة تظاهي الخمسين هكتارا كما تظهر المعالم الأثرية للمدن التي كانت منتشرة في هذه الأنحاء استقطاب هذه المنطقة لتجمعات سكنية هامة

       

زر الذهاب إلى الأعلى